للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عبّاس: وكان علىّ بن أبى طالب حاضرا فقال: يا رسول الله ذكرت الخنس فما هنّ؟ فقال: خمسة كواكب: الرجيس (١) وزحل وعطارد وبهرام والزهرة جاريات طالعات كالشمس والقمر فأمّا سائر الكواكب فمعلّقات فى السماء كالقناديل فى المساجد.

قال، وقال النبىّ صلى الله عليه وسلم: (٢) ثم خلق الله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب حابرشا وجابلقا، لكلّ واحدة منهما عشرة آلاف باب، وعلى كلّ باب عشرة آلاف فارس من الحرس، ووراءهم أمم يقال لهم منشك وناسك وثاريس وناويل، ومن ورائهم ياجوج وماجوج، قلت: وذكر الطبرى رحمه الله حديث طويل وفيه طلوع الشمس من مغربها وباب (٤٣) التوبة، فقال له عمر بن الخطّاب: وما باب التوبة؟ ففسّره، وقال: من المصراع إلى المصراع مسيرة أربعين سنة للراكب المجدّ، وذكر الصور، فقال له حذيفة بن اليمان: يا رسول الله وما الصور؟ ففسّره فى آخر الحديث، فبلغ كعبا فأتا إلى ابن عبّاس يعتذر، وقال: إنّما حدّثت من كتاب دارس تداولته الأيدى وأنت حدّثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر كلام طويل.

قلت: وقد أنكر الشيخ الحافظ أبو الفرج ابن الجوزى رحمه الله على راوى هذا الحديث وقال: المنقول مثل هذه الألفاظ عن ابن عبّاس لو وقفوه عليه كان أولى وإنّما رفعوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوشى منصبه الكريم عن مثله، واضعه ما قصد به إلاّ شين الشريعة، وإلاّ فمن أين فى الدنيا مدينة لها عشرة ألف باب بين كلّ بابين فرسخ وما أشبه ذلك؟


(١) الرجيس: البرجيس، تحريف
(٢) قصص الأنبياء ١٣؛ الكامل (ابن الأثير) ١/ ٢١