ولد قبطيم، وكان عظيم الخلق، وهو الذي وضع أساسات الأهرام بدهشور وغيرها، وقصد أن يبني أهراما كما عمل الأوّلون قبل الطوفان، وهو الذي بنا مدينة زرزورة بالواحات، ومدينة الأصنام. وفي أيّامه كان هلاك عاد بالريح العقيم. وعمل من العجائب شيء كثير، وعمل منارا عاليا على جبل قفط، يرا منها البحر الشرقيّ. ووجد هناك معادن الزئبق، فعمل منه بركة، فقيل: إنّها هناك إلى هذا العصر.
وقيل: إنّ أبيه قبطيم هو الذي بنا المدائن الداخلة بالواحات، وعمل فيها العجائب. فمنها البركة التي تعرف بصيّادة الطير، ذلك أنّ إذا مرّ عليها طيرا سقط فيها، ولا يبرح حتّى يؤخذ. وعمل أيضا على تلك البركة عمودا من نحاس عليه صورة طائر، إذا قرب منه الوحوش والهوامّ إلى تلك المدينة، صفر ذلك الطير صفيرا عاليا، فيرجع ذلك الوحش أو الهوامّ هاربة. وعمل على أربعة أركان هذه المدينة أربعة أصنام. فلا يقدر غريب أن يقترب إليها إلاّ ألقي عليه السّبات من النوم، فلا يزال كذلك حتّى يأتوا البوّابين فيأخذونه ويحضرونه إلى الملك. وعمل صورة صنم على منار لطيفة من زجاج محكوم ملوّن، في يده قوس، فإن عاينه غريب (٩٣) وقف