في موضعه حتّى يؤخذ أو يهلك. وكان هذا الصنم يدور بنفسه إلى مهبّ الرياح الأربع. وقيل: إنّ هذه المدينة باقية إلى عصرنا هذا، ومن وقع بها وقرب منها هلك بواحدة من هذه الحكم، وهي بالواحات. وفيها من الأموال والذخائر والجواهر ما لا يقع عليه حصر.
وذكر أنّه عمل في بعض المدن الداخلية مرآة يرا فيها جميع ما يسأل الإنسان عنه. وبنا عدّة مدن بالواحات الداخليّة، وعمل فيها عجائب كثيرة ووكّل بها الروحانيّين الذين يمنعون منها، فما يستطيع أحدا أن يدنوا منهم، ولا يدخل أو يعمل القرابين لتلك الروحانيّين، فيصل إليها حين إذن ويأخذ من كنوزها ما أحبّ من غير مشقّة ولا تعب.
وقيل: إنّ قفطويم أقام ملكا أربع مائة سنة، وأكثر العجائب عملت في وقته. ومات قفطويم، ودفن في ناؤوس عمل له في الجبل الغربيّ قرب مدينة العبد، بطريق الفيّوم، ودفن معه نظير ما دفن مع أبيه قبطيم وأزيد، ممّا يضيق عنه هذا المختصر.
وزبر على باب الأزج الذي للناؤوس: هذا المدخل إلى جسد الملك العظيم المهيب الكريم الشديد، قفطويم بن الملك قبطيم، ذي اليد والغلبة والفخر والقهر. أفل نجمه وبقي ذكره وعمله، فلا يصل إليه أحد ولا يقدر عليه بحيلة، وذلك بعد سبعمائة وسبعين دورة، ودورات مضت من الطوفان الأعمّ الخارب لكائنات الوجود.
ثمّ ملك بعده ابنه البودشير، وقد تقدّم ذكره في الكلام المختصّ