بكهنة مصر بعد الطوفان. وقد كان أولاد أعمام أبيه، وهم أشمن وأترب، ملوكا على أجنادهم، إلاّ أنّه قهرهم بجبروته، فكان الذّكر له دونهم.
ويقال: إنّه أرسل إلى هرمس المصريّ، فبعثه إلى جبل القمر الذي يخرج النيل من تحته (٩٤) حتّى عمل هناك هيكل التماثيل من النحاس، وعمل البطيحة التي ينصبّ إليها ماء النيل، وهو الذي عدّل جانبي النيل، وقد كان ربّما قيض فلا يجري.
وكانوا يسقون أراضيهم من الآبار المعينة، على أعناق الأبقار. وربّما كان النيل منقطع فلا يجري في مواضع كثيرة منه، حتّى اللهم الله، سبحانه وتعالى، هذا الملك، فكان سبب إصلاح هذا النيل حتّى عاد يجري، وحصل به النفع الذي لا عليه من مزيد.
ثمّ إنّ هذا الملك خالط الغرب، وبنا المدن العظيمة، واختلط بهم البربر، ونكحوا منهم، ثمّ عاد بينهم حروب وقتال حتّى خرجت أكبر تلك المدن.
وأيضا، إنّ هذا الملك عمل في وقته قبّة لها أربعة أركان، في كلّ ركن منها كوّة يخرج منها الدخان الملتفّ في ألوان شتّا. فما خرج منها أخضرا دلّ على العمارة، وحسن النبات وصلاحه مع الخصب. وإن خرج الدخان أبيضا دلّ على الجدب، وعلى قلّة العمارة، وعدم البركة. وإن