خرج أحمرا دلّ على الدماء والحروب وقصد الأعداء. وإن كان أسودا دلّ على كثرة الأمطار والمآه، وفساد بعض الزرع، وخراب بعض الأرض. وإن كان أصفرا دلّ على النيران وآفات تحدث في الفلك. وما كان مختلط اللون دلّ على تظالم الناس بعضهم على بعض، وأشياء من هذه الأشباه.
وأقامت تلك القبّة زمانا طويلا.
وكانت الوحوش بالغرب كثيرة ضارية على الناس. فعمل تمثال من نحاس، صفة شجرة، وعليها صفة تلك الوحوش، من خنازير وغيره، ملجمة أفواهها بسلاسل من نحاس. فما جاز بها من الوحش إلاّ ساهي الحراك والبراح من مكانه، حتّى يؤخذ قنصا بالكفّ، وأشبع الناس من لحوم تلك الوحوش.
وقيل: عمل في وقته غرابا نقر عين بعض أولاد الكهنة فقلعها.
فعمل شجرة من نحاس وعليها غراب، في منقاره حيّة بادية الطرفين، (٩٥) والغراب منشور الجناحين، وكتب على ظهره كتابة، فكان الغربان تجذبهنّ تلك الشجرة، فلا يبرحن حتّى يؤخذن بالكفّ قبضا ويقتلن، حتّى زالت الغربان من تلك الأرض. ولم يزل الأمر كذلك حتّى أصاب بعض ملوكهم داء، فوصف له لحم غراب، يطبخه ويشرب مرقته. فلم يوجد إلى آخر أعمال مصر، حتّى نفذ إلى الشام من أحضر له بغراب،