وإنّ تلك الأقوام لم يتّفق لهم هذا الاتّفاق من الرصد، وإنّهم أقاموا بناحية قفط سبع سنين يرصدوا فلم يتّفق، غير أنّهم كانوا يأتوا في كلّ حين وينظروا القبّة حسبما تقدّم. ثمّ إنّهم خاطروا بأنفسهم، وكان معهم شخصا وولده من أهل قفط، فأمّا الشيخ، فإنّه جسر مع القوم، وأمّا الفتى فإنّه تأخّر. فذكر ذلك الفتا أنّه كان ينظر لتلك الأقوام، وكانوا ستّة نفر، وهم يتقطعوا بتلك الأسياف، حتّى عادوا كالعهن المنقوش، ولا عاد رأى لهم خبرا، فعاد إلى ناحية قفط مذعورا، وخبّر بما شاهده.
شدّات: وملك شدّات بن عديم، بعد أبيه عديم المذكور، وهو الذي بنا الأهرام الدهشوريّة من الحجارة التي قطعت في زمان أبيه.
وأمّا من أنكر أنّ العادية دخلوا مصر، أنّهم غلطوا باسم شدّات هذا، فقالوا: شدّاد بن عاد، لكثرة ما تجري ألسنتهم عليه، وإلاّ فما قدم أحدا من آل عاد مصر، ولا قدر أحدا من الملوك على الدخول إلى مصر، ولا قوي على أهلها، غير بخت نصر الفارسيّ.