للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو أوّل من أحبّ الصيد وأخذ الجوارح من الطير، وولّد الكلاب السلاق من الذئاب والكلاب الأهليّة. وعمل البيطرة وجميع ما تعالج به الدوابّ. وعمل الأعمال الكثيرة، التي لا تدرك لها غاية. وعمل طلسم التماسيح، ومنعها من الوصول إلى مصر.

ويحكى: أنّه عمل لمصر أربعون أعجوبة من الغرائب العجيبة. وأقام سبعين سنة ملكا. وخرج في صيد له، فكب به جواده في وهدة فقتله.

وفي هذا الكتاب القبطيّ: أنّ شدّات هذا أخذ بعض خدمه، وقد غضب عليه، فألقاه من أعلا جبل إلى أسفله فتقطّع جسده، فندم على ذلك من فعله، ورأى أنّه سيصيبه مثل ذلك، فكان يتوقّى أن يعلو مكانا مرتفعا.

وأوصى إن أصابه شيئا من ذلك أن يجعل ناؤوسه في المكان الذي يلحقه به، ويزبر عليه: ليس ينبغي لذي قدرة أن يخرج عن الواجب، ولا يفعل ما لا يجوز له فعله، وهذا ناؤوس شدّات بن عديم بن قفطويم، عمل ما لا يحلّ، فكوفئ عليه بمثله.

ولمّا هلك زبر ذلك على ناؤوسه ودفن في صفح جبل، مكان كبا به جواده، وجعل معه من الأموال (١٠٠) والجواهر والتماثيل وأصناف الحكم، وعاش أربع مائة سنة وأربعين سنة، وأوصى بالملك لولده منقاوس.