وذكروا أهل الأثر من العلماء بأحوال ملوك مصر أنّه حمل معه اثنا عشر ألف عجلة، منها من الجوهر النفيس ثلاثمائة عجلة، وسائرها ذهب إبريز، من صفائح وتماثيل وصور وعجائب مصنوعة من ذهب عسجد.
فسار في الجنوب يوما، ثم أخذ مغرّبا اليم الثاني وبعض الثالث، وانتهى إلى جبل منيف أسود، ليس له مصعد، بين جبال مستديرة. فجعل تحت ذلك الجبل أسرابا ومغائر، ودفن فيها جميع (١٠١) ذلك، وزبر عليها، ورجع. فمكث بعد ذلك أربع سنين، وبعث كلّ سنة عجلة عظيمة، فتدفن هناك. وهو الذي صنع امرأة في مدينة منف مبتسمة، فلا يراها أحد وبه همّ إلاّ أفرج عنه ما يجده في ساعته، ونسي همّه. فكان الناس يأتونها ويطوفون بها، ثمّ عبدوها بعد ذاك.
وهو الذي صنع تمثالان روحانيّان من صفر مذهّب، لا يمرّ بهما زان ولا زانية إلى كشف بيده عن عورته، فيعلم أنّه زان. فارتدع الناس في أيّامه عن الزناء، ولا زال كذلك إلا أيام. . . الملك، وذلك أن بعض نسائه كانت تحبّ الزنا، وخشيت من الفضيحة من جهة تلك التمثالين. فدقّقت الحيلة مع زوجها الملك في حديث طويل، حتّى اقتلع تلك التماثيل من مواضعها، ونصبها في قصره، وظنّ أنّهما يفعلا ذلك في المكان الذي نصبا