وهذه الأشياء إنّما كانت تعمل على رصد الكواكب ومطالعها وأوقات سعودها.
ثمّ إنّ منقاوس الملك بنا هيكلا للسحرة على رأس الجبل القصير.
وقدم عليه رجل منهم يقال له: مسيس، فكانوا لا يطلقون المراكب المقلعة إلاّ بضريبة يأخذونها من أهله. وأقام ملكا أحد وسبعين سنة، ومات من طاعون أصابه، وقيل: بل سمّ في طعامه. وعمل له ناؤوسا في صحراء الغرب، وقيل: في غربيّ قوص، ودفن معه شيء عظيم، ممّا لا يعدّ ولا يحدّ، ممّا زاد عمّن تقدّمه من الملوك، واستخلف ولده مناوش الملك.
وكان مناوش ملكا جبّارا، ويطلب الحكمة كأبيه وأجداده. وكان كلّ واحد من ملوكهم يجهد في أن يعمل في أيّامه عملا لا سبق إليه من أصناف العجائب والصنائع.
وهذا الملك أوّل من أظهر عبادة البقر في أهل مصر. وكان السبب في ذلك أنّه اعتلّ علّة، يئس منها الحياة، وأنّه رأى في منامه صورة روحانيّ عظيم يخاطبه ويقول له: إنّه لا يخرجك من علّتك هذه إلاّ عبادة البقرة، لأنّ