الطالع كان في وقت (١٠٢) حلول برج الثور. ففعل ذلك، وأمر أن يأتي بثور حسن أبلق اللون، كامل الصورة في الحسن، وعمل له مجلسا في قصره، وعمل عليه قبّة عظيمة، مصفّحة بذهب إبريز، وعاد يبخّره ويطيّبه. ووكّل به سادنان لخدمته، وعاد يعبده سرّا من أهل مملكته، فبرئ من علّته، وعاد في أحسن أحواله.
وقيل: إنّه كان في علّته لا يقدر على ركوب على الدواب، وكان يجلس في قبّة وتجره البقر بالعجل، فنظر إلى ثور حسن، من الذي كان يجرّونه، أبلقا، حسن التركيب، فأعجب به. فأمر بنزعه، وأن يجرّ من يديه إلى كلّ موضع، إعجابا به. وجعل عليه من الحليّ والحلل الدماج الملوكيّ المفصّل بالجوهر في شريط <من> الذهب الإبريز.
فلمّا كان في بعض الأيّام، وقد خلا به في موضع متنزّه، والثور قائم بين يديه، إذ خاطبه الثور وقال: لو عبدتني كفيتك جميع ما تريده، وعافيتك من علّتك هذه، وتكفّلت بجميع مصالح ملكك، وأزلت عنك سائر عللك وأمراضك. فأمر عند ذاك أن يغسل الثور ويطيّب ويدخل الهيكل، وعبده. فأقام ذلك الثور على ذلك الحال مدّة، ثمّ عاد آية: لا