ولنعود إلى <ما> ساقه التاريخ من <ما> يفيد <عن> ملوك مصر، إن شاء الله تعالى.
ثمّ تملّك تدارس الملك. وكان تدارس الملك جبّارا محنّكا، ذو بطش وقوة ومعرفة بالأمور. فأظهر العدل، وساس الأمور أحسن سياسة، وأقام الهياكل، وزبر العلوم، وبنا غربيّ مدينة منف بنيانا عظيما للزّهرة، من لازورد محكم مذهّب، وصورة سواري زبرجد أخضر. وكان الصورة امرأة لها ظفيرتان في ذهب أسود مصنوع مدبّر في رجليها خلخالان من حجر أحمر شفّاف ونعلان من ذهب إبريز في يدها قضيب مرجان مكلّل، وهي تشير بسبّابتها كالمسلّمة على من في الهيكل.
وصنع من الصور والتماثيل ما فاق به على من تقدّمه من آبائه وجدوده. وكانت هذه الصورة يستشفى بها من كلّ داء يعرض. (١٠٨) وفرش الهيكل بحشيشة الزهرة، يبدّلونها في كلّ سبعة أيّام، وقرّب إليها القرابين من الضأن والمعز والوحش والطير. وكان في قبّة الهيكل صورة رجل راكب على فرس له جناحان وبيده حربة، في سنانها رأس إنسان