للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ إنّ هذا الملك غزا بلاد الهند بسبب فيه كلام كثير ليس به فائدة، فأضربت عنه لذلك. وبلغ سرنديب، وأوقع بأهلها، وكسب جواهرا عظيمة، وحمل معه حكيما منهم. وبلغ جزيرة بين الهند والصين، فرأى قوما طوال جدّا، سمر يجرّون شعورهم جرّا. وأقام في سفره سبع عشر سنة، ورجع بعدما يئس منه أهل مصر. وكان قد استخلف ولده كلكن، فوجده مستمرّا على أحسن ما تركه، فسرّ بذلك. وجدّد عشرة هياكل، وزاد في ذلك.

وحمل معه من تلك البلاد أشياء يطول تعدادها من الأموال والجواهر وذخائر الملوك الذين قهرهم واستأصل ممالكهم.

ثمّ أقام سنينا وغزا <بعدها> ممالك الشام إلى أن وصل في الشرق إلى أولاد يافث بن نوح. وملك بعد ذلك خمسمائة وسبعين (١١١) سنة، وعمل لنفسه في صحراء الغرب ناؤوسا، وبنا إلى جانبه مدينة برفود. وصنع فيها من العجائب والحكم، وادّخر فيها جميع ما أحضره معه من الأموال والجواهر والأمتعة والأواني والآلات، ممّا يحيّر السامع في بعضه، وممّا لو شرحته لكان كراريسا بذاتها، فأضربت عنه لكثرته. وأقام بتلك المدينة إلى أن هلك، وابنه المذكور على المملكة بمنف.

فلمّا هلك أبوه، ضمّد جسده بالموميا والكافور والمرّ، وجعل في تابوت من ذهب، وحمل إلى ناؤوسه. ودفن معه أموال كثيرة وجوهر