ووزرائه. فقحم عليه في رواقه وهو سكران فقتله، وقتل امرأة إلى جانبه وصلبها.
وجلس طوطيس. والملك طوطيس كان جبّارا، شديد البأس مهيبا، فدخلوا عليه أرباب الدولة وهنؤوه ودعوا له. فأمرهم بالإقبال على مصالحهم وأوعدهم بالإحسان إليهم.
والقبط تزعم أنّه أوّل الفراعنة بمصر، وهو فرعون إبراهيم الخليل، صلوات الله عليه وسلم. وقالوا: الفراعنة سبعة، طوطيس هذا أوّلهم.
ثمّ تذاكروا الناس ما فعله بأبيه وصلبه للمرأة، فاستقبحوا ذلك وأنكروه، كونهم لم يعهدوا أحدا من قبله قتل أباه ولا شهّر بامرأة قطّ، فلمّا بلغه ذلك أمر بالامرأة فأنزلها ودفنها.
ثمّ إنّه استخفّ بأمر الهياكل والكهنة.
وكان من خبر إبراهيم، صلوات الله عليه وسلم، ما سيأتي ذكره عند ذكر إبراهيم، عليه السلام، مع ذكر الأنبياء، صلوات الله عليهم أجمعين.
وإنّما قصدنا بسوق ذكر ملوك مصر على التوالي، إذ شرطنا يقتضي أن لا تخرج من حديث إلى ما سواه حتّى ينتهي ما قبله، ليكون ذلك سياقه.
(١١٤) ثمّ إنّ هذا الملك طوطيس أكثر القتل حتّى قتل قراباته وأهل بيته وبني عمه وخدمه ونسائه وكثيرا من الكهنة والحكماء. وكان حريصا