للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منازلهم، فحضروا وأكلوا وشربوا وبذلت لهم الأموال، وعرّفتهم ما جرا من ذلك الرجل انداحس وخطبته لها. فبعض صوّب الرأي وبعض امتنع، وقالوا: لا نولّي علينا غيرها، لمعرفتنا بعقلها، وهي وارثة الملك. ووثبوا على قوم ممّن خالفها وقتلوهم، وخرجوا في جيش كثيف، فلقوا جيش انداحس فهزموه، وقتلوا كثيرا من أصحابه. فهرب إلى أرض الشام، وبها الكنعانيّين من ولد عمليق، فاستغاث (١١٥) بملكهم، وأخبره خبره، وضمن له فتح مصر، فجهّزه في جيش عظيم.

فلمّا بلغ أهل مصر ذلك، اجتمعوا بأسرهم إلى حوريا، ففتحت خزائن أبيها وفرّقت أكثرها، وقوّت أمر السحرة والكهنة، وأوعدتهم بالإحسان العظيم إليهم.

وكان على ذلك الجيش الذي يصحبه انداحس قائدا عظيما قدره عند الملك ابن عمليق. فبعثت إليه حوريا تعرّفه رغبتها في تزويجه، لأنّها لا تختار أحدا من أهل بيتها. وكان اسم القائد حمرون. وإن هو قتل انداحس تزوّجته، وسلّمت إليه ملك مصر. فلمّا بلغ القائد ذلك، فرح به، وأسمّ انداحس بسمّ سيّرته إليه، فقتله.

فسيّرت إليه: إنّه لا يجوز أن أتزوّجك، حتّى تظهر في بلدي قوة