التخاييل (١٢٠) الهائلة والعجائب الغريبة والأصوات المفزعة، وأقاموا كذلك يتكافئون الحرب ويتراجعون عدّة أشهر، وهلك منهم عالم عظيم من الناس. ثمّ إنّهم هزموا أصحاب دليقة الملكة، وأتوا إلى منف. وصار أصحاب رايمين في آثارهم، ومضت دليقة في جميع جيوشها إلى ناحية الصعيد ونزلت الأشمونين واستعانت بالكهنة وجمعت الجيوش ووقعت الحرب بينهم، ثمّ انهزموا أصحاب رايمين وخرجوا عن منيف وتبعوهم.
وقد كان معهم ساحر من أهل قفط، فأحال بينهم وبين عسكر دليقة بالنيران ومشاهيبها. ولما زاد الأمر بين الفريقين، اتفقا على أن يجعلوا البلاد بينهما نصفين بالسويّة، وأجاب كلّ منهما إلى الصلح.
ثمّ إنّ دليقة أخرجت الأموال والذخائر، واستخدمت الجيوش وحاربت رايمين، فأقاما في الحروب ثلاثة أشهر. ثمّ ظهر رايمين عليها وهزمها إلى ناحية قوص وتمكّن من المملكة بمصر. فلمّا ظهر لها الغلوبة أسمّت نفسها فهلكت.
واستقرّ رايمين بالملك وتجبّر وقتل الجيش الذي كان قد أتا معه من جهة الوليد بن دومغ. فلمّا بلغ الوليد ذلك سيّر من قبله غلام له يقال له: