فقلّدت عليهم ابنة عمّها دليقة ابنة ماموم. فكانت هذه دليقة عذراء عاقلة رزينة. وأخذت لها المواثيق على أهل مملكتها بالسمع والطاعة لها، وأوقفتها على كنوزها. وأمرت <إذا ماتت> أن يضمد جسدها بالكافور والموميا والمرّ، كما كانوا يفعلون بأجساد ملوكهم. ونقلت إلى مدينة بنتها في صحراء الغرب، وجعلت لها بها ناؤوسا، ونقلت إليه أصنام الكواكب وزيّنته بأحسن زينة، ونصبت له قومه يخدمون ذلك الناؤوس، وزبرته بالأسماء والطّلّسمات، بعدما أودعته من الأموال والجواهر والأمتعة ما لا يقع عليه قياس ولا حدّ.
ثمّ جلست دليقة ابنة ماموم على سرير الملك، وأجمعت الكلمة عليها، وأحسنت إلى الناس، ووضعت عنهم خراج سنتهم هاتيك.
ثمّ ظهر عليها رايمين المويسيّ يطلبها بثأر خاله انداحس، واستنصر بملك العمالقة. فوجّه معه قائدا من قوّاده في جيش كثيف، وأخرجت إليه دليقة بعض قوّادها. فالتقوا بالعريش، وفعلت سحرة الفريقين العجائب من