للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرنا لهم، عندما بنا هذا المقياس المتوكّل، جعفر بن المعتصم بن الرّشيد، كما نذكر، وكان ذلك بحضرة القاضي المرحوم فخر الدين، ناظر الجيوش المنصورة، رحمه الله، ونحن عنده بسطح الجامع النّاصريّ بمصر المحروسة، ولم يجبني بما يقارب، خصوصا إن يكن القصد بعينه، وكان بحضور جماعة من المشاهير بالدّيار المصريّة، فبحثوا في ذلك، فلم يقعوا منه على شيء، ولعلّها من الحكم العويصة.

وقال قوم من <أهل> الأثر: إنّ هذه الأنهار الأربعة: سيحون وجيحون والفرات والنيل، تخرج من أصل واحد، وقد تقدّم ذكرها.

وقيل: إنّها تخرج من قبّة (١٢٥) في أرض الذهب، من وراء البحر المظلم. وقيل: إنّهم من الجنّة، وأن القبّة من زبرجد. ويذكر أنّ رجلا من ولد العيص بن إسحاق بن إبراهيم، عليهما السلام، وصل إلى القبّة، وقطع البحر المظلم، يقال له: جابر، وله خبر طويل. ذكر ذلك: أبو صالح، كاتب اللّيث بن سعد، من المحدّثين.

وقال آخرون: تنقسم هذه الأنهار على اثنين وسبعين فرقة للأمم المقدّم ذكرها.