إليه. ومضى حتّى وصل الوادي المظلم، فكان يسمعون منه جلبة عظيمة، ولا يرون شيئا لشدّة الظلمة.
ثمّ سار حتّى انتهى إلى وادي الرّمّان، فوجدوا <أنّ> كلّ شجرة تضلّ مائة فارس تحمل رمّانا، كلّ رمّانة تفرط كيلا كاملا، لم يروا أحسن من طعمه ولا أحلا. ورأى به أصناما وعليها مزبور أسماء الملوك الذين وصلوا إلى هناك من قبله. فأقام عليها صنما وزبر عليه اسمه. ثمّ توصّل إلى البحر المظلم من ذلك الجانب، فسمع به جلبة وصياحا هائلا يجزع من يسمعه. ووجد على شاطئه آجاما ودجالا، فخرج في شجعان من قومه حتّى أشرف على السباع المقرّنة الأنوف، وبعضها يزأر على بعض. كلّ أسد منهم (١٣٣) كالنحتيّ العظيم ويأكل بعضهم بعضا، فعلم أن لا مذهب له من ورائهم.
فرجع وغزا وادي الرّمل، ومرّ بأرض العقارب، فكان كلّ عقرب كاللّجأة البحريّة. فهلك بعض أصحابه منهم، ودفعوا عن أنفسهم بالرّقا حتّى جاوزوهنّ.