للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد إبراهيم، صلوات الله عليه، ببابل. وكان مولده في زمن نمرود ابن كنعان بن كوش بن حام، مع اختلاف في نسب نمرود. وكان لنمرود ملك المشارق. ولمّا بلغ إبراهيم ثلاثين سنة ألقاه نمرود في النار، فنجّاه الله تعالى منها وجعلها {بَرْداً وَسَلاماً}، بعد أن احتبسه ثلاث عشر سنة.

ولمّا كان لإبراهيم، عليه السلام، سبعين سنة خرج ومعه ابن أخيه لوط وابنة عمّه سارة-وهي زوجته-إلى الشام، فوجدوا بها الجوع. فساروا إلى مصر وبها فرعون يقال له: سنان. هذا عن أهل الأثر، أن اسم فرعون إبراهيم يقال له: سنان. وسيأتي الكلام من ذلك الكتاب القبطيّ، بعد ما ننهي ما جاء عن أهل الأثر. أقاموا بمصر ثلاثة أشهر، ورجعوا إلى الشام، وقد أهدى فرعون مصر لسارة هاجر، فتولّوا السّبع من أرض فلسطين.

وفارقه لوط وسكن سدوم.

ثمّ تحوّل إبراهيم، عليه السلام، فنزل الرّملة. وارتحل فنزل إيليا.

فلمّا بلغ إبراهيم، عليه السلام، خمسا وثمانين سنة، فوهبت سارة (١٤٤) له جاريتها هاجر، فولدت له إسماعيل، عليه السلام، ولإبراهيم من العمر حين ولد له إسماعيل ستّة وثمانين سنة، واختتن وله تسع وتسعون سنة.

وقيل: اختتن بالقدوم، وهي قرية من قرا كنعان، لا ما يذهب إليه الناس أنّها الآلة التي كالفأس. وختن أيضا إسماعيل.

ثمّ ولدت له سارة إسحاق، عليه السلام، وله مائة سنة، وأنزل الله