للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جبّارا كثير الإساءة لبني إسرائيل. وكانت الفراعنة قد استعبدوهم، فأخبره الكهنة: إنّه سيظهر مولود (١٥٦) يكون زوال ملكك على يده. فكان يقتل الذّكران سنة، ويستحييهم سنة. فولد هارون في السنة التي ستحيا فيها الغلمان.

ثمّ ولد موسى بعده بثلاث سنين، في السنة التي يذبح فيها الغلمان.

فجعلته أمّه في تابوت وقذفته في البحر بإلهام من الله، عزّ وجلّ. فصار إلى زوجة فرعون، وربّي في دار فرعون. فلمّا بلغ إحدى وأربعين سنة وقتل القبطيّ، خرج إلى مدين خائفا يترقّب. فأقام بمدين تسعة وثلاثين سنة، ثمّ سار بزوجته إلى مصر، وهي صفرا بنت شعيب، وقيل: اسمها صفور.

فلمّا أراد <أن> يقتبس من تلك النار التي ظهرت له، فكلّمه الله تعالى بطور سيناء، وأيّده بالمعجزات، وبعثه رسولا إلى فرعون مع أخيه هارون. فأقام بمصر أحد عشر شهرا، ثمّ خرج ببني إسرائيل، واتّبعه فرعون، وغرّقه الله تعالى في بحر القلزم. وصار موسى وهارون وبنو إسرائيل بالتّيه أربعين سنة، وخسف الله بقارون في التّيه. ومات هارون في التّيه وله مائة وسبع عشرة سنة، وقيل: مائة وثلاث وعشرون سنة. ومات موسى، عليه السلام، أيضا في التّيه وله مائة وعشرون سنة، بعد أن استخلف يوشع بن نون، عليه السلام.

قلت: هذا النّقل عن محمّد بن سلاّم القضاعيّ، عن أهل الأثر.

وأمّا ما وجدته في هذا الكتاب القبطيّ، فأنا أذكره أيضا، بعد ما تقدّم من الكلام فيه عند ذكر فرعون موسى وأصله، والاختلاف في فرعون،