وهؤلاء هم الطبعة الثالثة من الملوك، ويعرفون بالأشغانيّة وهم ملوك الطوائف، وأوّلهم الإسكندر الروميّ المقدونيّ. وذلك أن كانت أرض المغرب تحمل الإتاوة إلى ملوك فارس. فلمّا ملك الإسكندر، نفذ دارا بن دارا يطلب منه الإتاوة على جري العادة. فقال الإسكندر لرسوله: قل له:
إنّ الدجاجة التي كانت تبيض إلى الآن انقطع البيض عنها. فكان ذلك سبب الحرب بينهما.
ثمّ خرج الإسكندر وقصد دارا بن دارا وناصبه الحرب. فغدر بدارا بعض حماة ظهره ورماه بسهم فقتله تقرّبا للإسكندر، وقيل غير ذلك، ما ذكره ابن ظفر، صاحب كتاب نجباء الأبناء، وكتاب سلوان المطاع، فإنّه قال: إنّ الإسكندر قتل دارا بن دارا بيده مبارزة في ميدان الحرب. وعلى الجملة انضاف ملك فارس إلى الإسكندر وتزوّج بابنته. وقال حمزة الإصفهانيّ: وإنّ الإسكندر أسرف في إهراق الدماء واجتمع في عسكره من وجوه فارس وأشرافها سبعة آلاف أسير مقرّنين في الأصفاد، يدعوا بهم كلّ يوم فيقتل أحد وعشرين نفرا، ثمّ يردّ الباقي. وجعل يطوف البلاد، فوصل الهند والصان (١٨٠) وأطاعه ملوك تلك الأقاليم.