قرأ قصة. ولمّا مات وجدت الكتب الواردة عليه من الكور بختومها، لم تفضّ.
وأمّا يزدجرد ولده، الثالث عشر، فإنّ الكسرويّ تفرّد بذكره. ووصل غيره يزدجرد الأثيم، وهو الرابع عشر، ببهرام.
قال الكسرويّ: أمّا القول في ملوك بني ساسان، فلعلها لإهمال النّقلة، ولعلّهم أتوا في ذلك من أجل تشابه الأسماء. فمن ذلك يزدجرد الأثيم، فإنّه كان ذا سياسة مرضية وأمانة وديانة. وبلغ من وفائه وأمانته أنّ أحد الملوك من الروم في زمانه حضرته الوفاة وله ابن صغير، فأوصى إلى هذا-يزدجرد الأثيم-أن ينفذ إليه من رجال مملكته خليفة يقوم بأمر الملك إلى حين صلاح ولده، ففعل ذلك، وردّ ملك أبوه على ذلك اليتيم بعد صلاحه، فسمّي يزدجرد الأثيم.
وأمّا يزدجرد بن يزدجرد، وهو الرابع عشر عند الكسرويّ، والثالث عشر عند غيره. وكان كثير الظّلم والعسف.
وأمّا ابنه بهرام جور فكانت له آثار عظيمة في الهند والترك والروم، وسيأتي ذكره ونبذ من أخباره في موضعه، إن شاء الله تعالى. وكان قد أمر الناس أنّهم لا يستمرّون في أشغالهم وعمل صنائعهم إلاّ إلى نصف النهار، ثمّ يبطلون. ونها أنهم لا يشربون بغير طرب.