المصالح وحسم أطماع الأعداء، مرض مرضا شديدا، فجزع لمرضه خاصّته ورعيّته. فبينا هو نائم إذ سمع ضجّة عظيمة قد طبّقت الجوّ، فسأل عن ذلك، فقيل له: هذه ضجّة رعيّة الملك، اجتمعوا يدعون له بالسلامة وتعجيل العافية. فأمر بإحضار موبدان موبد، وهو حافظ دين حفظة الدين، وإحضار الموابدة، وهم حفظة الدين، وإحضار الهرامزة، وهم خلفاء الموابدة، وإحضار الاصفهيد، وهو حافظ عدّة الجيش، وهو أمير الأمراء، وإحضار المرازبة، وهم قوّام الثّغور وأمراء الجيوش، الواحد منهم مرزبان، وهم يكونون أربعة، كانوا لا يفارقون حضرة الملك، وهم خلفاء من قبلهم على الجيوش في أطراف إقليم بابل من جهاته الأربع، يحرسون الممالك من الأمم المجاورة لها. فلمّا حضروا أدخلوا على الملك أردشير في مجلسه، وقد سدل بينه وبينهم حجاب.
وقام المتكلّم عن أردشير، فقال لهم: إنّكم من الملك بمرأى ومسمع. وإنّه سمع ضجّة فسأل عنها، فأخبر أنّها أصوات رعيّته، تدعو الله له. <فسأل>: أفحقّ هذا؟ فقال موبدان موبد: حقّ ما قيل للملك شاهان شاه، وإن نفوس رعيّته لتسمح بأموالها وأولادها فدية له، و <هو> أهل ذلك ومستحقّه منها.