وسبعون سنة، تقصر قريبا من شهرين ونصف. وإنّي خطّطت عن ذلك لمدّة ملك الأشغانين مائتين وستّ وستّين سنة. فبقي مقدار ملك ملوك بني ساسان من أوّل ملك أردشير بن بابك إلى آخر هلاك يزدجرد سبع مائة سنة وسبع وستّين سنة إلاّ شهرين ونصف. هذه حكاية كلام الكسرويّ، نقله عن حمزة.
وهذا كلام كما يرى من الفساد والخبط، وهذا تفاوت كبير بين قول بهرام الموبد وبين قول الكسرويّ على قول حمزة الإصفهانيّ. فإنّه يقول:
جميع ملوك الفرس ستّون ملكا في مدّة أربعة آلاف سنة واثنين وسبعين سنة إلاّ أحد وأربعين يوما، منها بني ساسان أربع مائة سنة وثمانون سنة تنقص لأربعين يوما.
قلت: وهذا تفاوت كبير واختلاف بيّن، والله أعلم بالصواب.
وقد انتهى ما اخترته من كلام الإصفهانيّ والكسرويّ. وقد وقفت على نبذ لطاف لابن ظفر، صاحب كتاب: نجباء الأبناء وسلوان المطاع، تختصّ بهؤلاء الملوك، والزبد من (١٩٣) سيرهم، من طريق الاختصار.
وزعم الفرس أنّ أردشير بن بابك-وهو أوّل ملوك هذه الطبقة الأخيرة، وهي الطبقة الرابعة من ملوكهم، حسبما سقّناه بعون الله تعالى- لمّا قهر ملوك الطوائف وجمع كلمة الفرس على سبيل واحد ومدّ أسباب