الملك، والملك بإذن الله صائر إليّ. وأولى ما طلبه الملوك صالح العمل <فإنّه> لأزين لهم ولملكهم وبه يقؤون، فعجّل عليّ بمطلوبي منك، أيّها الرجل البارّ.
قال: هذا حكيته عن بهرام جور عن ابن ظفر. وقال ابن ظفر: إنّه أثبتها في كتابه من المقالة التي أودعها محمّد بن جرير الطبريّ في كتابه، ونقلها عنها بإسناد صحيح من روايته. والقصد بذكر هذا براءة العهد، إذ كانت النفوس تأبى أكثرها تصديق هذا الحكم إلى ابن خمس سنين، ولن ينكر ذلك من وقف على خصّيصى عقول الملوك ومن طبعه الله على الرئاسة وفطره على سموّ الهمّة وأهّله لسياسة الخلق، فهو بما ذكرناه جدير.
وقال: ولمّا سمع النّعمان مقالته، بعث من فوره إلى يزدجرد يسأله أن يرسل إليه رهطا من فقهاء الفرس وحكمائهم ومعلّمي خطّهم، ففعل. وضمّ إليه أولي أدب من حكماء العرب، وألزمه رجلا من عقلاء العرب ودهاتهم، يقال له: حلس، وكان بصيرا بأيّام العرب ووقائعها. ورتّب لكلّ طائفة من أهل تعليمه وقتا من النهار يفيدونه فيه ما عندهم، وأمرهم بالجدّ فيما يراد