من بين ظهرانيهم. فأجال يزدجرد فكرته في الأمم المجاورة له والنائية عنه، فوقع اختياره على العرب. فاستدعى النّعمان بن امرئ القيس اللّخميّ فأحسن إليه وملّكه على العرب وسلّم إليه ولده بهرام جور وجعل إليه حضانته وأمره أن يسير به إلى بلاده.
فانطلق به النّعمان بعد أن اختار له أربع (١٩٧) نسوة ذوات أعراق سنيّة، وأبدان زكيّة، وألوان وضيّة، وأخلاق رضيّة، وأذهان ذكيّة، ونفوس أ؟؟؟، امرأتين من العرب وامرأتين من الفرس وأحسنّ القيام عليهنّ، فارضعنه أربع سنين، ثمّ فصلنه.
فلمّا استكمل خمس سنين قال للنّعمان: أحضرني من يصلح منّي بأدبه وعلمه. فقال النّعمان: يا بنيّ، أنت صغير السنّ عن ذلك، وإذا بلغت من السنّ ما تطيق فيه المعلّم أحضرتك من يتولّى ذلك منك. فقال له بهرام: أنا-كما قلت-صغير السنّ، ولكنّ عقلي عقل محنّك. أما تعلم أيّها الرجل أنّ كلّما يتقدّم في طلبه قبل وقته، ينال في وقته؟ وما يطلب في وقته ينال في غير وقته؟ وما يفرّط في طلبه يفوت، فما ينال؟ وإنّي لولد