يوما، لأذقنا رعيّتنا المعتدين علينا من حلاوة العفو وبرد الإحسان أضعاف ما أذاقونا من مرارة البغي وحرّ الإساءة، أخذا بالفضل وشكرا للربّ.
فملك أردشير بن هرمز أربع سنين ثمّ هلك. فعطفوا على شابور بن شابور فملّكوه. ولم يردّهم عنه صغر سنّة لما كان نمي إليهم عنه من الخصائص الكرام. فأوسعهم صفحا وعدلا وطولا، ولم تطل أيّامه.
وممّا حفظ عنه حين ملّكوه، أنّه حمد الله على صنعه له، وردّ حقّه إليه. ثمّ قال: إن كان لكم عندنا قضاء بالحقّ وأخذا بالعدل وقولا بالصدق ونظرا بالعطف وسماعا بالحلم وسياسة بالحزم، فإنّا نستثيب بحمد الله من أقلع عن الإساءة ثواب المحسنين، فأحسنوا بنا الظنّ في يومنا، واصرفوا إلينا الأمر في غدنا، وأديموا الرغبة إلى الربّ في معونتنا على طاعته فيكم، والسلام.
تزعم الفرس أنّه لمّا ولد يزدجرد بن بهرام الأكبر ولده بهرام جور، أخبره منجّموه بقوّة ميلاده وسعادة جدّه وعظم شأنه ومصير الملك إليه.
وأنّه نشى غريبا بين أمّة ذات همم عالية وأحساب زاكية، وأنّه تناول ملكه