وزعم الفرس أنّ شابور ذا الأكتاف، لمّا هلك ترك ابنه شابور بن شابور صغيرا. واختلف مدبّروا ملكه في من يملّكونه. فمال قوم إلى أن يملّكوا شابور بن شابور هذا، لما يرجونه من أخذه سنّة آبائه. ومال الأكثرون إلى أن ملّكوا عليهم أردشير بن هرمز لكفايته، وقالوا: إنّا قد بلونا طمع من يجاورنا من الملوك والأعراب في بلادنا، حين ولّينا شابور جنينا، فلا يعود يملك علينا من لا كفاية له. وغلبوا على الأمر، فولّوا أردشير بن هرمز.
ولمّا بلغ شابور بن شابور أنّهم عدلوا عنه بالملك لصغر سنّة، قال أربع كلمات في أربع أوقات شتّى، فحفظن منه. الأولى أنّه قال: ليس من العدل أن يدفع الولد من ميراث أبيه. الثانية أنّه قال: ما عذر قوم ورّثوا الجنين وحرموا الوليد. (١٩٦) يعني أنّهم ملّكوا والده وهو جنين في بطن أمّه، وعقدوا التاج على بطنها، وصرفوا عنه الملك، وهو موجود مولود. الثالثة أنّه قال: لو علم رعيّتنا أنّ الملك كالنّار، لا يمنعها صغرها من عظم التأثير، لما اجترؤوا علينا. الرابعة أنّه قال: إن عاد إلينا حقّنا