ويملّكه ممالكه. أمّا إذا أذن في الإجابة، فليعلم الحاضرون من حفظة الدين وحفظ الملك، أنّ رعيّة الملك مريدون تقوى عقله لا تقوى أعضائه، ومحروسون بمضاء جنانه لا بمضاء سيفه، ومثمرون بعظم همّته ولطافة فطنته وكرم سجيّته، لا بضخامة جسمه وتقدّم مولده. ومن كان جزءا من شاهان شاه أردشير فحسبه؛ ثمّ سكت.
فقال أردشير: بل أنت أيّها الولد كلّ نفوسنا، لا جزء منها. فخرّ الحاضورن وشابور سجّدا. ولم يبق من الجماعة إلاّ من اعترف بفضله وإصطلاحه للملك. فبذلوا المواثيق من أنفسهم على الانقياد له.
قلت: قد تقدّم تفسير موبدان موبد ومن يليه من أرباب دولة الفرس، وبقي قول شابور داعيا لأبيه، أعطاه الربّ عمر كيومرث وكلشاه، وقد تقدّم الكلام أنّ كيومرث هو أوّل ملوك الطبقة الأولى من الفرس. ومعنى كلشاه:
ملك الطير، يريدون أنّه ملك الأرض كلّها. ويزعمون أنّه عمّر ألف سنة وخمس مائة سنة، والله أعلم.