للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(من الطويل):

(٥٩) -تداركتما عبسا وقد ثلّ عرشها ... وذبيان إذ زلّت بأقدامها النعل

(١) فتوهّم رحمه الله ذلك، وقد فسّر الجوهرى (٢) بيت زهير فقال: معناه وها أمره وذهب عزّه، قال ابن الجوزى: فإن قيل: ما الحكمة فى خلق العرش والله أعظم من كلّ شئ؟ فالجواب من وجوه، أحدها أنّه موضع خدمة الملائكة فهم حافّون به إلى يوم القيامة كما قال تعالى، الثانى: لأنّ الله تعالى جعله قبلة من نور. والثالث: من الماء. والرابع: من الرحمة.

وأعطاهم قوّة جميع الخلائق وأمرهم بحمل العرش فحملوه فلم يطيقوا فقال لهم الله عزّ وجلّ: قولوا سبحان الله فقالوها فرفعوا بعضه حتى بلغ إلى ركبهم وضعفوا، فقال الله تعالى: قولوا الحمد لله فقالوها، فرفعوه إلى أوساطهم ووقفوا، فقال لهم عزّ وجلّ: قولوا لا إله إلا الله فقالوها فحملوه على أكتافهم ووقفوا، فقال لهم:

قولوا الله أكبر فقالوها فرفعوه على رؤسهم (٣) فرؤسهم ناشبة فيه وأقدامهم على الأرض السفلى.

وعن <أبى> رزين العقيلى قال، قلت: يا رسول الله أين كان ربّنا قبل أن يخلق خلقه؟ فقال: كان فى غمام تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء، وحكى أبو جعفر الطبرى رحمه الله فى تأريخه (٤) عن ابن عبّاس أنّ أوّل ما خلق الله العرش فاستوى عليه، وروى أيضا عن ابن عبّاس أنّ أوّل ما خلق الله العرش فاستوى عليه، وروى أيضا عن ابن عبّاس أنّه قال: أوّل ما خلق الله الماء قبل العرش ثم وضع العرش عليه.


(١) شعر زهير ٤٠، البيت رقم ٣٠
(٢) الصحاح ٣/ ١٠١٠ آ
(٣) رؤسهم: رؤوسهم.
(٤) تأريخ الطبرى ١/ ٣٥ - ٣٩