للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسألها عن القناع الذي مسحته به، فذكرت له أنّ مولاها كساها إيّاه، وأنّه ذكر لها قبل ذلك أنّها تصير إلى الملك، وأنّ الملوك إذا غشي أحدهم المرأة، فعليها-من خدمتها له-أن تمسح ذكره بقناع رأسها مكرّمة له.

فمتى لم تفعل ذلك فقد تعرّضت لسخط الملك. فعلم خاقان أنّ الجارية مخدوعة (٢٠٥) وأن لا ذنب لها، مع ما خامره من الإعجاب بها، فاستبقاها، وخفي عنه الوجه الذي دهي منه.

ولمّا رجع صاحب بهرام وأعلمه بما تمّ له من الكيد على خاقان، أحضر بهرام ذلك الفاتك التركيّ وأخاه وأحسن إليهما وسرّحهما إلى خاقان، وأصحبهما كتابا إليه قال فيه: إنّ الحسد والبغي أورداه وأوردا وزيره-وزير السّوء-بوارد النّدم؛ وقد كنّا قبل ذلك-أيّها الملك-ننزلك منازل الأخوّة؛ فلمّا علمنا سوء رأيك فينا وخبث نيّتك لنا، حسدا منك لنا من غير جرم سبق منّا إليك، أردنا بك ما أردته بنا، فقضى الله لنا عليك بنجاح سعينا وخيبة سعيك، لمّا اطّلع الله تعالى على فساد نيّتك وصلاح نيّتنا. وقد كان وزيرك الصالح قضى حقّك ونظر لك نظرا، حجبك الحسد والبغي عن تأمّل صلاحه. وإذا بقّى الله على نفسك فلسنا نعرض لك بسوء