للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢٠٦) لكون جنينها ذكرا أو أنثى. فقالت المرأة: إنّي أرى من نضارة لوني، وخفّة حملي، وقوّة حركة الجنين في بطني، وميله إلى شقّي الأيمن ما يدلّني على أنّه ذكر. فبشّر موبدان موبد أهل المملكة بذلك وأحضر التّاج، فعقده على بطن أمّه-تلك المرأة الحامل-وأخذ على الرعيّة مواثيق الطاعة لجنينها، وجعلوا ينتظرون ما يكون منها، إلى أن ولدت ذكرا سويّ البنية، جميل الصورة مفحم الخلق، تامّ القامة، فسمّي شابور.

فجدّد له عقد الطاعة، وأخذ الوزراء في تدبير المملكة وتنفيذ الأمور وسدّ الثغور. واحتذوا أمثال سيرة هرمز، إلاّ أنّ أمرهم ضعف، لعدم تدبير الرأس الضابط. وطمع في مملكتهم من جاورهم من الأمم، وعادوا ينتقصونهم من أطرافهم. وافتتحت الأعراب ما يلي بلادهم منها، فعاثوا، ولم يكن عند الوزراء دفع ذلك. ولمّا بلغ شابور من السنين ستّ سنين نام