نهارا، فأيقظه ضجّة الناس. فقال لمن حضره من خدمه: ما هذه الضجّة؟ فقيل له: هذه أصوات الناس على الجسر، يستوقف بعضهم بعضا لكثرتهم وازدحامهم، ويضجّ المقبل منهم بالمدبر. فقال شابور: أيّ شيء يدعوا إلى تكلّفهم هذه المشقّة؟ ليعقد لهم جسرا آخر، يكون أحد الجسرين للذاهبين والآخر للجائين. فنما ذلك إلى أهل المملكة، فعظم سرورهم به، وتباشروا بجودة فطنته لمصلحة رعيّته، ورأفته <بها>. وكان الوزراء بعد ذلك يعرضوا عليه بعض الأمور ليندرج في السياسة، ويتدرّب على النّظر للرّعيّة.
ومن عجيب ما حكي عنه، أنّ رجلا من الأساورة غضب لأمر ناله، فضمّ إلى نفسه جماعة من الفسّاد، فكان يقطع بهم السّبل. وطلب أشدّ طلب، فلم يظفر به. ثمّ إنّه أتا مستسلما، فعرضت على شابور قصّته.