فقال: يعفى عنه ويحسن إليه. فقيل له: إنّا لو قتلناه ليزدجر من يتشرّف إلى مثل (٢٠٧) فعله من المفسدين. فقال: بئس الرأي هذا؛ إنّ الجاني إذا يئس من العفو أصرّ على الجناية، وإذا طمع في العفو أسرع المراجعة.
وقال يوما لخواصّه من حواضنه: إذا كنتنّ عندي فلا تنظر إحداكنّ إلى الأخرى، ولا تتحدّث معها إلاّ فيما أمرتنّ به من مراعاة أحوالي والمساررة بحضرتي ما دمتنّ بين يديّ.
وذكر أنّ موبدان موبد دخل إليه يوما، فقال له: أيّها الملك، عشت الدهر وملكت الأقاليم السبعة. إنّ العقل عقلان: عقل مولود وعقل مستفاد. وإنّ الربّ قد أفاض على الملك المولود من العقل ما لا أفاضه على غيره. والعقل المستفاد إنّما ينال بصحبة الحكماء، وإنّ الموسومين بخدمة الملك من الفلاسفة شكوا إعراضا وسآمة من الملك. فقال شابور:
الحمد لواهب العقل المولود، وأمّا السآمة فلم تكن منّا، وأمّا الإعراض