ثلاثون سنة. ثمّ ملكت قلوقطرا اثنان وعشرون، فهو آخر الملوك اليونانيّون بعد الإسكندر.
وكان اليونانيّون يؤرخوا من وقت خروج يونان بن يوش عن أرض بابل إلى المغرب. فبقوا على ذلك الزمان الطويل حتّى ظهر الإسكندر وغلب على الملوك وتقدّم على أهل زمانه، فعادوا يؤرّخوا من أوّل السنة السابعة والعشرين من عمره، وهي أوّل السابعة من ملكه، حين خرج من بلاد مقدونيه، وهي المسمّاة: مدينة الحكماء. ومات وله من العمر اثنان وثلاثون سنة، واستمرّ تاريخه.
قال أبو معشر المنجّم في كتاب الألوف: إنّ فيلبس أحد ملوك يونان -وكان ينزل مقدونيه-جعل اليونانيّون أوّل سني ملكه تاريخا للروم كلّها.
والروم تفصل سني فيلبس ثلاثة أقسام: فمن أوّل سنة منها إلى تمام مائتين وأربع وتسعين سنة يسمّونها: سني اليونان. لأنّ اليونانيّين كانوا ملوكهم، وكانوا اثني عشر ملكا، أوّلهم فيلبس ويتلوه الإسكندر، وبعد الإسكندر تسعة ملوك، يلقّب كلّ واحد منهم: بطليموس. وهذا الاسم مشتقّ من الحرب. ويمتاز كلّ واحد منهم عن أصحابه باسم آخر، حسبما سقناه قبل هذا الكلام. وانتهى الملك بعد التاسع إلى امرأة يقال لها: قلوقطرا.
وقد كان بعد هؤلاء الاثني عشر من العلماء وذوي الأقدار من