تحرّكوا من الجهات الأربع، فإنّ هذه الصّور تختلج. فما فعلتم أنتم في هذه الصّور صار بتلك الدّوابّ مثل ذلك. إن شئتم قطع أرجلهم أو قلع أعينهم أو فسادهم هلاكا، كان ذلك.
(٢١٦) فلمّا بلغ الملوك المجاورة لمصر أنّ أمرهم صار إلى النساء، طمعوا فيهنّ وتوجّهوا إليهنّ. فلمّا دنوا من عمل مصر تحركت تلك الصور التي في البربا. فطفقوا لا يفعلون بتلك الصور شيئا من الشرّ، إلاّ وفعل بتلك الأقوام من الأعداء مثله. وانتشر ذلك عنهم وهابوهم الملوك، وقطعوا البأس والطمع منهم.
وصار أمر مصر إلى النساء؛ وملكت دلوكة ابنة زبّا عشرون سنة، تدبّر أمور الناس أحسن تدبير، حتّى بلغ صبيّ من أبناء أكابرهم وأشرافهم، يقال له: دركون بن بلوطس، فملكهم أربعين سنة، ثمّ استخلف ولده بودريس بن دركون، فملكهم عشرين سنة. ثمّ استخلف أخاه. . . بن دركون، فلم يمكث إلاّ ثلاث سنين. وهلك ولم يترك ولدا. فاستخلف ابن أخيه. . . بن بودريش، فملكهم تسع عشرة سنة. ثمّ استخلف. . .
بن مرينا فتجبّر وطغا وسفك الدم وأظهر الفاحشة، فأعظموا ذلك وأجمعوا على خلعه. فخلعوه وقتلوه بعد أن ملكهم إحدى عشر سنة. وبايعوا رجلا من أشرافهم يقال له: بلوطس بن مناكيل، فملكهم أربعين سنة، ثمّ هلك.