الملك: فكم مقدار دوران الشمس في كلّ يوم على التحقيق؟ قال: مقدار هذه الساعة من نهار الغد. قال: فماذا يصنع الإله العظيم في كلّ يوم؟ فقال: ليركب الملك وجميع حاشيته ونظهر إلى خارج مدينة منف حتّى أريك صنع الإله العظيم، وما يستحقّ دوران الفلك على ابن آدم.
قال: فركب نوله الملك، ولم يزل بجميع خاصّته حتّى أوقفه القرموسيّ على قرموسه، وإحدى وزرائه يقد في تنّوره. فقال القرموسيّ:
أيّها الملك، هذا صنع الإله العظيم، إنّ هذا أحد وزرائك بالأمس وها هو اليوم يقد قرموسي، وأنا صاحب القرموس عليّ ثيابه وراكب دابّته محادثا الملك. فهو في كلّ يوم يذلّ قوما ويعزّ قوما ويمت قوما ويحيي قوما.
وأمّا ما يستحقّ دوران الفلك على ابن آدم، فإنّه قد دار عليك وعزلك عن ملكك، وملّك فلان بن فلان مكانك، وقد جلس على سرير ملكك وقد أغلق عليك باب مدينة منف. فرجع مبادرا، فإذا مدينة منف قد أغلقت.
ووثبوا مع الغلام على نوله الملك حتّى خلعوه. فوسوس بعد ذلك نولة، وكان يقعد على طرق مدينة منف ويهذي. فلذلك إنّ القبط قولهم إذا كلّم أحدهم بما لا يريد، يقول: سنحتك من نوله، يريد: أي وسوستك كوسوسة نوله، فعاد مثلا.
وقيل: بل تولّى الملك بعد نوله ولده مرنيوس بن نوله، فملكهم تسعين سنة ثمّ هلك. واستخلف ولده اينانس بن مرنيوس، فملكهم ستّين سنة ثمّ هلك. فاستخلف أخاه لغاس بن مرنيوس.