قباد. فقصدهم جند الفرس حتّى خلّصوا قباذ من الأسر. فلمّا خلّص وتقرّر ملكه، ترك القتل والقتال، وانتشرت الزّندقة فيهم. وكان الداعي إليها مزدك بن باسداد بن موبد موبدان، فجمع إليه الضعفى ووعدهم الملك، فضعف ملك العرب. فإنّ مادّة ملك العرب إنّما كانت من الفرس. فلمّا مات قباد وملك ابنه أنوشروان العادل، سار بسيرة مضادّة لسيرة أبيه، فاصطلم الزنادقة وأبادهم قتلا وأسرا حتّى قوي ملكه، وردّ المنذر بن النّعمان إلى ملكه. والسبب الثاني: أنّ امرء القيس كان يغزوا قبائل ربيعة، فبلى فيهم، ومنهم أصاب ماء السماء، وكانت تحت أبي حوط. وأهمل الحزم في إحدى غزواته، فنادت به بنو بكر بن وائل، فهزموا رجاله وأسروه. أسره سلمة بن مرّة بن همّام، وأطلقه بعد أن أخذ منه الفداء.
وبقيت العداوة في نفوس بكر بن وائل. وقيل: إنّ أمّ قباد كانت منهم.
فأرسلت بكر إلى الحارث فملّكوه.
ثمّ ملك قابوس بن المنذر. ويقال: إنّه تملّك؛ وإنّما سمّي ملك لأنّ أباه وأخاه كانا ملكين. وكان فيه لين، فسمّي: فتنة العروس. فقتله رجل من يشكر، وسلبه.
ثمّ تملّك فشهرب الفارسيّ. ثمّ تملّك المنذر بن المنذر، أخو عمرو بن هند. ثمّ تملّك النّعمان بن المنذر، وهو أبو قابوس، وهو قاتل