وقبل بنيان الكعبة بخمس سنين، والرسول صلى الله عليه وسلّم، إذ ذاك ثلاثون سنة. وأقام سيف بن ذي يزن (٢٣٩) ملكا على اليمن من قبل كسرى أنوشروان ومعه وهرز الفارسيّ. وكان قد اتّخذ من بقايا الحبشة خدما، فخلوا به يوما في متصيّد له فزرقوه بحرابهم فقتلوهم، وهربوا في رؤوس الجبال.
وانقضى ملك حمير، وصارت اليمن بأيدي عمّال ملوك الفرس، وهم: وهرز، ثمّ ملك بعده وليسجان ثمّ ملك بعده حرزادشهر. ثم ملك ابن وليسجان. ثمّ ملك مروزان. ثمّ ملك ابنه خرخسره. ثمّ ملك باذان بن ساسان. ثمّ ملك دادويه، وكانت أمّه أخت باذان. وباذان هو الذي كاتب أبرويز كسرى في أمر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، على ما تقدّم فيه الكلام.
ثمّ كان تملّك من الفرس جماعة على مواضع متفرّقة من أرض اليمن وهم ثمانية نفر مرازبة،. . . سخت تملّك على أرض كندة وحضرموت.
ثمّ تملّك على ما كان بيد سخت، وطال مكثه بالريف وبنى عدّة أبنية، ومن ذاك القصر المقول فيه (من الكامل):
أهل الخورنق والسّدير وبارق ... والقصر ذي الشّرفات من سبداد