المعظّمة. وفي ملكه كان مولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بعد قدوم الفيل مكّة ببضع وخمسين ليلة. وملك يكسوم وله سبع عشرة سنة. وملك مسروق أخوه، ابن أبرهة، اثني عشرة سنة. وفي زمن مسروق ساءت سيرة الحبشة، وتفاقم الأمر في ذلك. فخرج سيف بن ذي يزن مستغيثا بكسرى، ملك الفرس. فكان من أمره ما هو مشهورا بين الناس، في إنفاذه معه جيش من الفرس، فقهر بهم الحبشة. وملك سيف بن ذي يزن اليمن نيابة عن ملك فارس. وقد قيل في مقدار غلبة الحبشة على مدن اليمن غير ما تقدّم.
قلت: إنّ صحّ الحديث عن ابن عبّاس، رضي الله عنه، في وفود عبد المطّلب على سيف بن ذي يزن مهنّئا له بملك اليمن، وأنّه لمّا عرّفه بنفسه أكرمه دون رفقته، وبشّره بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فإنّ المدّة بين مولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وبين وفاة جدّه عبد المطّلب لم تزد على ثمان سنين. ولا شكّ في مولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أنّه كان عام الفيل، بإجماع الرّواة. فكيف اتّسع ذلك الزمان لملك يكسوم ومسروق، ونفد أمرهما تسع وعشرون سنة؟. . . من ذلك أن حمزة عدّ لملك ذي نواس عشرين سنة ولذي جدن ثمانيا وأربعين سنة، مع أنّ ذا نواس انهزم بين يدي الحبشة. .
وقال حمزة: كان قدوم وهرز اليمن بعد حرب الفجار بعشرين سنة،