للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذين غرس الأحقاد وتفتّت الأكباد. فقال لها: أويكفّ عن ذلك كرم الصّفح، وإغلاء الدّيات؟ فقالت: أمنيّة مخدوع وربّ الكعبة! إنّك لتعلم أنّ تغلب لا تدع لك دم ربّها، ولا من يزيد يزيل عنها في الحروب كروبها.

(٢٥٢) قال: ولمّا رحلت جليلة عن الأحياء، قالت السّماوة، أخت كليب: رحلة المتعدّي وفراق الشامت. ويل غدا لآل مرّة، من الكرّة بعد الكرّة، إذا صحبتهم أوائل الخيل، بالثّبور والويل. فبلغ قولها جليلة، فقالت: واحزناه! وكيف تشمت الحرّة بهتك سترها، وترقّب وترها، ثمّ أنشأت تقول (من الرمل):

يابنة الأقوام إن شئت فلا ... تعجلي باللّوم حتّى تسألي

فإذا أنت تبيّنت الّذي ... يوجب اللّوم فلومي واعذلي

إن تكن أخت امرئ ليمت على ... شفق منها عليه فافعلي

جلّ عندي فعل جسّاس فوا ... حسرتا عمّا انجلت أو تنجلي

فعل جسّاس على وجدي به ... قاطع ظهري ومدن أجلي

لو بعين فقئت عيني سوى ... أختها فانفقأت لم أحفل