للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا ليتني كنت قبل مصرعه ... شربت كأس الحمام في نفس

كلّ صباح يأتي من بعد طلعته ... تراه عيني في ظلمة الغلس

ثمّ كان بينهم بعد ذلك وقائع وحروب، شيّب الأطفال في المهود.

ثمّ إنّ عنتر ترصّد لبني فزارة حتّى ظفر بعشرة فوارس من بني فزارة، يقدمهم حمل بن بدر وعوف بن بدر، إخوة حذيفة بن بدر. فلمّا ظفر بهم،. قال لحمل بن بدر: انج بنفسك، فأنت أعقل قومك. ثمّ طعن عوف بن بدر، فأنفذ السّنان مع كعبين من الرّمح من ظهره، ثمّ كرّ على بقيّة الفزاريّين فقتلهم جميعا، وهو يقول: بالثأر خليلي مالك بن زهير.

. . . كان بينهم مداعات للحرب، فالتقوا على ماء يقال له: آرك، فأقاموا في الحرب خمسة أيّام، وكانت لعبس على فزارة، حتّى كادت فزارة تفنا بأجمعها. فخرجت مشايخ فزارة مكشّفين الروس، عراة الأجساد، مستغيثين بقيس حتّى رفع عنهم السيف، وأخذ برهائنهم وهم مائة وعشرين فتا من أولاد سادات فزارة.

وفعل عنتر في تلك الحروب ما يحيّر النّواظر، ويبلبل الخواطر.

وهذا هو حرب داحس المشهور والذي ضربت به الأمثال، بعد حرب البسوس المقدّم ذكره، والله أعلم.