فوحقّ الكعبة الحرام، وهبل والمقام، لا دافعنا عن أنفسنا ولا جرّدنا سيف ولا أحدبنا سنان.
عندها ترجّل قرواش ابن عمّ قيس وفي يده حربة قاضية، فهزّها وضرب بها حذيفة في صدره أطلعها من خرزة ظهره. فلمّا مال، نزل الحارث بن زهير، وفي يده سيف أخيه مالك، فحزّ به رأسه وأخذه بيده ونادى: يا لثارات مالك بن زهير. ثمّ أنشأ يقول (من الوافر):
فلو نبش المقابر عن أخينا ... وعاين يومنا ذا لم نبالي
فليت الأرض تنقب عنه حتّى ... يعاين يومنا ويرا فعالي
تركنا بالهباة سراة بدر ... يمجّون المنايا بالعوالي
حذيفة والفتا حمل أخاه ... ومالك مع زيد مع بلال
تركناهم بأرض الجفر صرعا ... بأسياف مهنّدة صقال
قتلناهم وعزّ عليّ يوما ... تنالهم المنيّة بالمنال
سراة النّاس كانوا أين حلّوا ... وأسد الحرب في يوم المجال
بغوا والبغي يترك كلّ أرض ... قفار لا تعزّ على سؤال
فلمّا أبصر الرّبيع فعال الحارث، صاح: واحرباه يا طالب! ثمّ ترجّل إلى حمل (٢٧٧) بن بدر وطعنه صلب الرمح فيه وقطع رأسه، وأنشأ يقول