وما ضرّ جاري يا ابنة العمّ أنّه ... يجاورني أن لا يكون له ستر
وعينيّ عن جارات بيتي كليلة ... وفي الأذن منّي عن حديثهم وقر
ولا زادنا بغيا على ذي قرابة ... غنانا ولا أزرى بأحبابنا الفقر
قال: وكان حاتم ينشد وماويّة تتمايل طربا من وراء الحجاب. ثمّ أصرفت بقيّة الأقوام بعدما قدّمت لهم ما كانوا أعطوها من جزورهم، وجعلت قدّام كلّ واحد ما أعطاه. فعلموا القوم أنّها كانت تلك السائلة، فانصرفوا وقد كثر تأسّفهم. وتزوّجت ماويّة بحاتم واستقلّت معه إلى أهله وحمّلته في جميع أموالها ونعمها. وهذا من رواية أبو عبيدة والأصمعيّ.
وقيل لحاتم: هل رأيت أكرم منك؟ فقال: نعم؛ ليس لأحد أن يدلّ بنفسه، ولا يفتخر على أبناء جنسه، ولمن نزل الأرض ولادة، والخلق بينهم تفاوت وزيادة. فقيل له: فكيف كان ذاك؟ فقال: خرجت في بعض الكرّات أطلب المكتسب، فانتهى بي السير إلى مرج وغدير، ورأيت عليه رجل جالس وحصانه في يده ورمحه مركوز إلى جانبه وقدّامه زاد، وهو