الأهل والجانب؛ وما مرّ عليّ يوما كنت عندك فيه إلاّ الموت أحبّ إليّ من الحياة بين قومك، لأنّي لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من (٢٩٥) قومك تقول: قالت أمة عروة: كذا وكذا، إلاّ سمعته. وو الله لا أنظر في وجه غطفانيّة أبدا ما حييت! فارجع راشدا واستوص ببنيك خيرا. ثمّ فارقته، فقال عروة في ذلك قصيدته التي يقول فيها: سقوني الخمرة ثمّ تكنّفوني.
وأوّلها يقول (من الوافر):
أرقت وصحبتي بمضيق عمق ... لبرق من تهامة مستطير
سقى سلمى وأين ديار سلمى ... إذا كانت مجاورة السّرير
إذا حلّت بأرض بني عليّ ... وأهلي بين إمّرة وكير
ذكرت منازلا من أمّ وهب ... إلى الإصباح آثر ذي أثير
وأحدث معهد من أمّ وهب ... محلّ الحيّ أسفل ذي النّقير
بائسة الحديث رضاب منها ... بعيد النّوم كالعنب العصير