للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنّك الّذي هو مدركي ... وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع

خطاطيف تحجزن في حبال متينة ... تمدّ بها أيد إليك نوازع

فسكت عند ذلك حسّان.

وأبا النصير الذي عناه النابغة هو عمر بن عبد العزيز مولى لبني إسحاق، وكان شاعرا مفلقا.

قلت: ساق الحصريّ، صاحب كتاب زهر الآداب، أنّ الخنساء بنت عمرو بن الشّريد السّلمي وأخويها صخر ومعاوية، وكان أبوهما يقف بهما في الموسم فيقول: أنا أبو خيري مضر، فمن عيّب فليغيّر، فلا يغيّر عليه أحد. فكان يقول: من أتا بمثلهما من قبيلة فله حكمه! فتقرّ له العرب بذلك.

وأدركت الخنساء أيّام عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، وأحضرها قومها إليه، فقالوا: هذه الخنساء قد قرحت مآقيها في الجاهليّة والإسلام، فلو نهيتها رجونا أن تنته. فقال لها عمر، رضي الله عنه: إتّق الله يا خنساء، وأيقني بالموت. فقالت: إنّي لموقنة بالموت (٣١١) وأبكي خيري مضر:

صخر ومعاوية. قال: أتبكيهما وقد صارا فحمتي في النار؟ قالت: ذلك