للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعرب تؤرّخ بالليالى دون الأيّام (١) لأنّ سنينهم قمريّة فالعمل فيها على القمر لأنّه يرى فى الليل عاليا، فيقال فى أوّل ليلة من الشهر: استهلّ الهلال، ولا يقال فى النهار بخلاف سائر الأمم، فإنّ سنينهم على سير السير (٢) وهى نهاريّة، ثم العرب تعدّ السنة ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوما وخمس وسدس يوم لأنّ الشهر يكون تامّا وشهرا يكون ناقصا غالبا.

وقال محمّد بن جابر بن سنان الحرّانى البتّانى فى زيجه: (٣) شهور العربيّة شهر ثلاثين يوما وشهر تسعة وعشرون يوما إلاّ ذو الحجّة فإنّه من تسعة وعشرين يوما وخمس وسدس يوم فجميع أيّام السنة العربيّة شنك وهى فى الكبيسة سنة.

وأمّا الأشهر الروميّة: (٤) فالروم تعدّ السنة ثلاثمائة وخمسة وستّين يوما وربع يوم وشهورهم مختلفة العدد: أوّلها: نيسان، وهو ثلاثون يوما، وأيّار، وهو أحد وثلاثون يوما، ولثمان عشرة منه ترجع الشمس هابطة من الشمال، وحزبران ثلاثون يوما، وتمّوز أحد وثلاثون يوما، وكذا آب، فإذا انسلخ آب قلّ الحرّ ولثلاث عشر منه عيد الصليب ولثمانى عشرة منه يستوى الليل والنهار، وتشرين الأوّل أحد وثلاثون يوما وفيه يكون عيد المهرجان، ومعناه أنّه كان فى الفرس ملك ظالم جبّار اسمه مهر فمات فى نصف هذا الشهر، وجان بلغتهم الروح، فكأنّه قيل مهر جان، أىّ: مهر ذهبت روحه، فعاد عندهم عيد، وبين المهرجان والنوروز مائة وستّون يوما، والفرس تسمّى هذا اليوم أوّل السنى، وتشرين الآخر ثلاثون يوما، وكانون الأول أحد وثلاثون يوما، ولسبع عشرة منه يكون النهار تسع ساعات (٧٧) ونصفا وربعا وهو منتهى قصره ويكون الليل أربعة عشر ساعة


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ٧ ب، -٧
(٢) السير: الشمس، تحريف
(٣) مأخوذ من كتاب الزيج ١٠٠
(٤) مأخوذ من مرآة الزمان ٧ ب، -٣