النكاح تنكحه الجاهليّة، حتّى أبطله الإسلام، وسمّي نكاح المقت، حسبما قدّمناه عند ذكر النّعمان بن المنذر والمتجرّدة زوجة أبيه.
وهذا زيد بن عمرو أحد من اعتزل عبادة الأوثان وامتنع من أكل ذبائحهم. وقال: <يا> معشر قريش، أيرسل الله قطر السماء وينبت بقل الأرض ويخلق السائمة فترعى فيه وتذبحونها لغيره؟ والله ما أعلم أحدا على ظهرها على دين إبراهيم غيري.
وروي محمّد بن الضحّاك قال: كان الخطّاب بن نفيل قد أخرج زيد ابن عمرو من مكة وجماعة من قريش ومنعوه أن يدخلها حين فارق عبادة الأوثان، وكان أشدّهم عليه الخطّاب بن نفيل. وكان زيد بن عمرو إذا خلا بالبيت استقبله ثمّ يقول: لبّيك لبّيك، حقّا حقّا، تعبّدا ورقّا، البرّ أرجو لا الخال، هل من مهجّر كمن قال (٣٤٥، من الرجز):
عذت بما عاذ به إبراهيم ... مستقبل الكعبة والحطيم
اقول أنفي لك راغم ... مهما تجشّمني فإنّي جاشم
ثمّ يسجد. وكان يقول أيضا (من الرجز):
اللهمّ إنّي حرم لا حلّه ... وإنّ داري أوسط المحلّه
عند الصّفا ليس بها مضلّه
<عن> أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، قالت: قال زيد بن