للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فينصبوا لك (١) الحبائل، ويطلبوا لك (١) الغوائل، وهم فاعلون أو أبناؤهم، وإن عزّه لباهر، وإنّ حظّهم به لوافر، ولولا علمى أنّ الموت مجتاحى قبل مخرجه لسرت إليه بخيلى ورجلى، وصيّرت يثرب دار ملكى، حيث يكون بها مهاجرته، فأكون أخاه ووزيره، وصاحبه وظهيره، على من كاده وأراده، فإنّى أجد فى الكتاب المكنون، والعلم المخزون، أنّ بيثرب (٢) استحكام أمره، وأهل نصره (٣)، وارتفاع ذكره، وموضع قبره، ولولا الدمامة، بعد الزعامة، وصغر السنّ لأظهرت أمره وأوطأت العرب كعبه، على صغر سنّه، ولكنّى صارف (٤) ذلك إليك من غير تقصير بك وبمن معك.

ثم أمر لكلّ رجل من القوم بعشرة أعبد، وعشر إماء سود، وحلّتين من حلل البرود، وعشرة أرطال من فضّة، وخمسة من ذهب، وكرش (٥) مملوءة عنبرا.

أمر لعبد المطّلب بعشرة أضعاف ذلك، وقال: يا عبد المطّلب، إذا كان رأس الحول فأتنى بخبره وما يكون من أمره، فمات الملك قبل أن يحول الحول فكان عبد المطّلب يقول لأصحابه: لا يغبطنى أحد منكم بجزيل عطاء الملك، ولكن يغبطنى بما أسرّه إلىّ، فيقال له: ما هو؟ فيسكت (٦).

قلت: قد اشتمل هذا الحديث على ألفاظ لغوية مشكلة، هذا بيانها: