للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الولد وبلغوا حتى يمتنع بهم ليذبحنّ أحدهم عند البيت لله، واحتفر البئر حتى بلغ ما أراد من الرىّ، وذلك قول خويلد بن أسد بن عبد العزى:

أقول وما قولى عليهم بسبّة ... إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم

حفيرة إبراهيم يوم ابن آجر ... وركضه جبريل على عهد آدم

فقال عبد المطّلب: ما وجدت أحدا ورث العلم الأقدم غير خويلد بن أسد.

وقوله: يوم ابن آجر يريد إسماعيل بن هاجر عليه السلام، فأقلب الهاء ألفا.

ولمّا تكامل بنو عبد المطّلب عشرة أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء، فقالوا:

إنّا نطيعك فمن تذبح منّا؟ فقال: ليأخذ كلّ رجل منكم قدحا، والقدح سهم بغير فصل، ثم ليكتب فيه اسمه، وليأتنّ به! ففعلوا، فأخذ قداحهم ودخل على هبل، وكان فى جوف الكعبة، وكانوا يعظّمونه ويضربون بالقداح عنده دائبا (٢٢) فيستقسمون بها-أى يرتضون بما تقسم لهم-ولها قيمّ يضرب بها، فدفع عبد المطّلب إلى ذلك القيمّ القداح، وقام يدعو الله عزّ وجلّ، وهو يرى أنّ القدح إذا أخطأ عبد الله لم يبال من أصاب من بنيه، فخرج القدح على عبد الله.

وأخذ الشفرة، ثم أقبل إلى أساف ونائلة، وكانا صنمين عند الكعبة ينحر ويذبح عندهما النسائك، فقام إليه سادة قريش فقالوا: ما تريد أن تصنع؟ فقال: أوفى بنذرى، فقالوا: لا ندعك حتى تعذر فيه إلى ربّك، ولئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتى بابنه فيذبحه وتكون سنّة.

وقال له المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والله لا تذبحه حتى تعذر فيه إلى ربّك، ولئن كان من أموالنا فداء له فديناه.

وقالوا له: انطلق إلى فلانة الكاهنة، فلعلّها أن تأمرك بأمر فيه فرج لك،